بيان صادر عن مركز المواطنة حول إيقاف العلاقة مع المؤسسات الحكومية الأمريكية
يعلن مركز المواطنة، الملتزم بقيم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، عن قراره بإيقاف العلاقة مع المؤسسات الحكومية الأمريكية. يأتي هذا القرار استنادًا إلى موقف الإدارة الأمريكية الداعم للحرب الوحشية القائمة على غزة، التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام أعين العالم، والتي أسفرت عن مأساة إنسانية خطيرة وأدت إلى مجازر راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال.
أسفر الدعم “غير المشروط” من الإدارة الأمريكية للجيش الإسرائيلي عن هدم كنائس ومساجد ومدارس ومستشفيات ومراكز إغاثية ومؤسسات إعلامية. وعلى الرغم من ذلك، أصرَّت الإدارة الأمريكية على استمرار الحرب، ومحاصرة غزة، ومنع دخول المساعدات وخروج الجرحى. وهذا يعتبر سلوكًا عدوانيًا خاليًا من الإنسانية.
لقد انتهكت الإدارة الأمريكية مبادئ السلام وحقوق الإنسان التي صادقت عليها، بما في ذلك جميع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. كما عرقلت الجهود الرامية إلى إيقاف الحرب على المدنيين في الأمم المتحدة، وأية محاولة لإيجاد هدنة إنسانية لمساعدة الآلاف ممن هم تحت الأنقاض. بل إنها قامت بتزويد جيش الاحتلال بأسلحة متقدمة لقتل المزيد من المدنيين وارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة، وصلت إلى مرحلة الإبادة الجماعية.
نؤمن في مركز المواطنة بأهمية العمل الإنساني والتعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي. ومع ذلك، نعتقد أن التصاعد العدائي واستخدام القوة العسكرية في حل النزاعات لا يخدمان أهداف السلام والعدالة الاجتماعية. لهذا السبب، نعلن عن هذا الإجراء كوسيلة للتعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني وضحايا النزاع في غزة.
استناداً إلى ما سبق، قرر مركز المواطنة بالإجماع إيقاف العلاقات مع أية مؤسسة حكومية أمريكية، والانسحاب من أية برامج أو مشاريع أو أنشطة لها علاقة بمؤسسات حكومية أمريكية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، طيلة فترة حكم الرئيس بايدن.
مركز المواطنة يقف بتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تقرير المصير والدفاع عن حقوقه في ظل تعرضه للاحتلال والطرد الجماعي والتمييز والفصل العنصري وجرائم الكراهية والترهيب. ويشكر شعوب العالم التي تسانده وتقف إلى جانب قضيته الإنسانية.
يدعو مركز المواطنة جميع مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة العربية إلى إيقاظ الروح الإنسانية والتضامن مع المدنيين في غزة. كما يطلب المركز من هذه المؤسسات ألا تكون شريكة في نشر المظلومية والكراهية والطبقية القائمة على ازدواجية المعايير في التعامل مع شعوب العالم.
نأمل أن يؤدي هذا القرار إلى تحقيق تغيير إيجابي في غزة والضفة الغربية وتعزيز الجهود الهادفة إلى بناء عالم يتسم بالسلام والعدالة واحترام حقوق الشعوب، دون تمييز أو استخفاف بالنفس البشرية والكرامة الإنسانية.
مركز المواطنة
5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023